المعجزة والسحر
يتبين هذا الفرق من وجوه عديدة، منها ما يختص بماهية كل منهم ، أو بالقرائن المصاحبة لهم أو باعتبار القصد منهم، ويمكن إدراج ذلك في فروق هي الثابتة بين المعجزة والسحر :
أولاً
المعجزة مقترنة دومًا بدعوى النبوة، وبالتحدي لإثبات صدقها ،ولكن السحر ليس فيه دعوى للنبوة، أو تحدٍّ لإثباتها.
ثانياً
المعجزة لا توجد إلا من نبي، ولا يُمكِّن بأحد غيره أن يأتي بمثلها، أما السحر يوجد من الساحر وغيره، فيمكن وقفه ، بل إبطاله. كما يمكن للجماعة معينة الإتيان به في وقت واحد.
ثالثاً
المعجزة تكون بما يُعجِز الخلقَ الإتيانُ بمثله. اما السحر لا يبلغ – إجماعًا ما تبلغه المعجزة من مثل: فلق البحر أو قلب عصا حيةً، أو إحياء موتى ونحوه.
رابعاً
المعجزة دالّة على الفضل والشرف على من ظهرت على يديه من الانبياء ، اما السحر دالّ على كفر صاحبه وفسقه، فأثر السحر لا يجري على المسحور، إلا حال كون الساحر مفتونًا في دينه خاسرًا لآخرته، ممقوت محتقر بين الناس.
خامساً
المعجزة خارق للعادة اتفاقًا، ليست مسبَّبة عن أمر عادي. أما السحر ليس خارقًا للعادة – على قول بعض أهل العلم – بل هو العلم بأمر عادي يجري الله بمشيئته الكونية أثرًا في نفس المسحور عند تعلق نفس الساحر بذلك، أو قيامه بما يوجب السحر.
سادساً
المعجزة يكون أثرها على كافة الخلق. وأما السحر مختص أثره فقط على المسحور له لا يتعداه.
سابعاً
المعجزة القصد منها: نصرة الدين ووجوب اتباع المرسلين أما السحر القصد منه هو إيقاع الضر والأذى، مع الإفساد والإضلال.
ثامناً
المعجزة يكون وقوعها بمحض المنة من الله تعالى على عبده بقصد تأييد الدعوى لنبوته، لهداية قومه. أما السحر يكون وقوعه من الساحر بعد أشياء يفعلها وقوى يمازج بينها، ومعاناة يتكبدها، وعلوم يتقنها بمشقة، ورياضات وخلوات.
تحدثنا سابقا عن : فروق السحر القديم